شجرة أجڭال أو الشجرة التنينية والاسم العلمي “دراسينيا دراكو” هي من الفصيلة الزنبقية تعتبر من الأنواع النباتية النادرة التي يطلق عليها النباتات المستوطنة، اكتشفها عن طريق الصدفة السيد فابريس كوزان والسيد عبد المالك بنعبيد لما زار قرية “أدار” بسفح جبل “أضاض مدني” سنة 1996 ، وتعني كلمة أجڭال باللغة الأمازيغية “الشيء المعلق” أو “الصعب الوصول إليه” نظرا لتواجد الشجرة على منحدرات الجبل الصعبة وبين شقوقه ويترواح ارتفاع الشجرة الواحدة ما بين 6 و10 أمتار وتعيش لمئات السنين
يقع الموطن الوحيد في المغرب لشجرة أجڭال في الجزء الغربي من من الأطلس الصغير بمنحدرات جبل إمزي وجبل أضاض مدني بجماعة أيت أحمد إقليم تزنيت، اللذين يتراوح ارتفاعهما ما بين 250 و 1500 متر عن سطح البحر ويخترقهما واد أمغوز ، فموطن شجرة أجڭال هو مكان صخري شديد الانحدار مما جعل الشجرة تعيش بمأمن بين شقوق هذه الصخور بقمم الجبال فكان من الصعوبة على سكان المنطقة الوصول لها واستعمالها. كما تتواجد الشجرة التنينية في اليمن بجزيرة سقطرى وتعرف هناك بشجرة الأخوين نسبة للأسطورة المتداولة حولها هناك، ويرجع تاريخ ظهور الشجرة هنالك إلى أكثر من 50 مليون عام، وتنتشر في محمية طبيعية، وتعد هذه الشجرة من أهم الأنواع النباتية النادرة الموجودة في الجزيرة. كما تتواجد الشجرة التنينية متناثرة بمختلف جزر الكناري وتعتبر رمزا مهما بجزيرة تنريفي وقد عمرت هذه الشجرة الجزيرة لآلاف السنين، وتتواجد أيضا بجزر الرأس الأخضر
يعتقد اهالي المنطقة القدامى أن شجرة أجڭال التنينية يسكنها عفريت وعندما يضرب جدع الشجرة بآلة حادة تخرج منه مادة حمراء تشبه الدم فيظنون أنهم أصابوا العفريت فسالت دمائه. وهناك كذلك في أساطير الإغريق أن شجرة التنين نبتت من قطرات دماء التنين “لادون” ذو مائة رأس والذي كان يحرس حديقة التفاح الذهبي التي أراد “هرقل” الدخول لها، فقاتل “هرقل” التنين فهزمه فسقطت منه قطرات الدم فنبتت شجرة التنين التي تشبه أغصانها الكثيرة رؤوس التنين “لادون”. ويرجع تسمية الشجرة باسم دم الأخوين إلى الأسطورة التي تحكي قصة أول قطرة دم تنزف بين الأخوين قابيل وهابيل، حيث أن الأسطورة تقول ان قابيل وهابيل اول من سكنا جزيرة سقطرى باليمن وعند اختلاف الأخوين ووقوع القتال بينهما كانت تلك أول جريمة قتل في التاريخ وعند سيلان الدم نبتت تلك الشجرة وسميت بشجرة الأخوين. وتقول بعض الأساطير التاريخية أن شجرة التنين المتناثرة في العالم ما هي إلا تنانين ميثة، فكلما مات تنين في منطقة ما تنبت الشجرة مكان موته
ارتبط الأمازيغ بمنطقة جبل “إمزي” وجبل “أضاض مدني” بشجرة أجڭال الفريدة من نوعها، فقد عايشت الإنسان القديم الذي عاش بالكهوف والذي كان يستغل نسغها في رسوماته ونقوشه على جدران الكهوف بالمنطقة واستمر استعمالها بين السكان حتى من قبل إعلان اكتشافها من طرف علماء النبات، حيث تتواجد بالدوار أحد أكبر وأقدم أشجار أجڭال المعمرة بالمنطقة، فحسب أحد قاطني الدوار فإن السكان القدامى يتناقلون خبر إحضار الشجرة من طرف السيد “موسى بن علي أيت كناين” منذ 400 سنة تقريبا حسب قولهم الذي قام بغرسها في باحة منزله ليتوارثها أحفاده عبر السنين وتشكل معلمة مهمة بدوار أكادير أݣجݣال يتوافد عليها العلماء والسياح من كل بقاع العالم
تتميز شجرة أجڭال بجذعها الطويل الصلب وأوراقها المسننة ويستخرج من قشرتها نسغ أحمر اللون ليس له رائحة ولا طعم مميز. استخدم هذا النسغ قديما في علاج الجروح والحروق والتقرحات الجلدية وتقوية الجهاز الهضمي وذكرها أهم الأطباء القدامى. بينما استخدمه سكان المنطقة القدامى (الأمازيغ) كصبغة في رسوماتهم ونقوشهم في الكهوف في المناطق المجاورة. واستخدم السكان المحليون أيضًا جذوع شجرة أجڭال في تربية النحل بعد قطعها وإفراغها من الداخل لتصبح مجوفة بسبب طبيعتها العازلة